لماذا يحتاج قادة الترفيه إلى تعزيز مهاراتهم القيادية؟
استمع للمقال
لقد ذكرنا في المقال السابق كيف اتخذ الترفيه مسارات متنوعة و لم يستقر على شكل أو أشكال واضحة، و لن يستقر طالما ان جماح الانسان في الابداع و الابتكار لم تكبح و لم توضع لها حدود أخلاقية.
لقد لوحظ كيف يتخذ الجميع وسائل الترفيه المتعددة كمنصات للتعبير عن سلوكات الناس المختلفة في بيئات هي اليوم أكثر دعما من سابقاتها بأدوات متطورة، ثم ان هذا التطور مدفوع بمجموعة من الأدوات المبتكرة التي تجعل هذه البيئات أكثر دعمًا وتمكينًا من أي وقت مضى، لتسهيل مشاركة الأفكار والمشاعر والتجارب عبر هذه المنصات، مما يخلق بيئات داعمة للتعبير الذاتي، اما للهروب أوالتعليم أوالتعليق الاجتماعي، ولكن في قلب كل ساحة مثيرة للتفكير تقع شخصيات تحسم الأمور لصالح المستهلك او المستفيد: القيادات الترفيهية.
فحسب تقرير مركز الابحاث CCIA المتخصص في الصناعات الترفيهية، نشر في 22 يناير2024 تشير الاستنتاجات الأوسع إلى دور الإنترنت في النمو الاقتصادي لصناعة الترفيه باعتبارها “المحرك الأكبر للنجاح، ليس فقط لتلك الصناعات ولكن للإبداع ككل”.
الدور المحوري لقادة الترفيه في تشكيل مستقبل المجتمع
يضع هؤلاء القادة الترويحيون، العديد من القبعات، أي يلعبون عديد الأدوار ، فهم: مكتشفوا المواهب، و رواد التغيير و قادة الرأي لأنهم يؤثرون بآرائهم على الفريق، والاستراتيجيين، وحتى أن يمارسون دور الموجهين، و ها ما يصنع الفارق في نجاعة الدور القيادي من عدمه، إنهم يكشفون عن الإمكانات الخام للأجيال السابقة و اللاحقة، ويوجهون الفرق الإبداعية، ويناورون في ظروف المد والجزر المتغيرة بحسب تفضيلات الجمهور.
في عصر تعيد فيه التحولات الرقمية تشكيل مشهد الترفيه _بعيدا عن الالتزام الثقافي و العقدي الذي يميز المكان المستهدف_ لم يكن دور قادة الترفيه بهذه الأهمية الحاسمة من قبل، و هذا يعد أحد أهم الأسباب التي جعلتنا كمختصين في القيادة الترفيهيين، سنجهد أنفسنا في التفكير للبحث في سبل تثبيت هذه الأدوار، التي ستعيد هي الأخرى إعادة صياغة و بعث مفهوم الممارسات الترفيهية الحديثة في مختلف البيئات التي تشكل عقول الشباب و الأطفال بمحتويات مختلفة يحتاح فيها القادة الى التمكن من أهم مهارة رديفة له و هي مهارة تحليل المحتوى الترفيهي.
تأثير القيادة الترفيهية على الشباب
إن الارتفاع الجنوني في نسب الاستهلاك للمحتوى الترفيهي العالمي و أدواته، بإيرادات متوقعة ستصل الى ما يتراوح بين 2.1 و2.6 تريليون دولار أميركي بحلول عام 2030، هذا يشير الى أهمية تفعيل أدوار القيادات الترفيهية في الحد من الظواهر المستحدثة و تشكيل النسيج الثقافي للمجتمع و هذا لن يتأتى لها الا من خلال تدريب متخصص يشمل فهم أبعاد الدور ليصل الى التأثير المعاكس، و الذي هو في الأساس معركة حفاظ على القيم المجتمعية و الدينية و التنمية المهارية.
الحاجة إلى تحسين المهارات
و نظرًا لتعقيدات مشهد صناعة الترفيه المتنامية، من المثير للقلق أن العديد من قادة الترفيه أو ما يعرف بالمربين و هم الإطارات البيداغوجية في الوطن العربي، غير مستعدين بالشكل الكاف لصد هذه الفجوة في المهارات، و هو الأمر المثير للقلق بشكل خاص عندما يتعلق باستهداف محتوى فئات الجماهير الأصغر سنًا.
هنا يجب على القادة فهم ليس فقط السرد التقليدي لنوع النشاط بل أيضًا السرد التفاعلي الحديث و المتجدد للمستحدث منها ،كتقنيات الواقع المعزز، و التلعيب Gamification الذي يستهدف استفزاز الابداع لايجاد الحلول المناسبة في بعض الاماكن، و الواقع الافتراضي الذي بات يشكل النموذج البديل للواقع الحقيقي للشباب، وكلها تشرك الشباب بشكل متزايد و تجسد كيف أصبح الترفيه أكثر تشاركية بين مستخدميه، و القادة الذين لا يفهمون هذه الاتجاهات يخاطرون بالتقادم.